:: . من البدع الدخيلة على الإسلام و أهله ! وأول من قال بـ " أن القرآن مخلوق " ! . ::
بسم الله الرحمن الرحيم
:: - المقدمة .
:: - أصل بدعة خلق القرآن . و مقدمة مما زعم أهلها عنها !
:: - مواقف أئمة أهل السنة منها .
:: - مواقف بعض المسلمين منها من مذهبي أهل السنة و الجماعة و المذهب الأباضي .
:: - من لا يقول بكلا القولين هم الواقفة !
:: - الخاتمة .
:: - المقدمة .
ولا تك في القـرآن بالوقف قائلا ** كمـا قـال أتبـاع الجهم وأسجحوا
ولا تقـل القـرآن خـلق قراءتـه ** فـإن كـلام اللـه بـاللفظ يوضح
سأنقل لكم أيها الأخوة أقوال السلف الصالح في مسألة خلق القرآن؛ و بيان أصل هذا القول " أول من قال به " !
ثم .. من من الناس يقول به ؟! و كم فريقاً ينقسمون ؟؟!
رحم الله أئمة أهل السنة و الجماعة .. فقد نافحوا عن الدين و هلك من هلك منهم و جلد من جلد .. على أن يغيروا هذا الدين أو يزعموا بشيء ليس به لكنهم ما فعلوا .
:: - أصل بدعة خلق القرآن . و مقدمة مما زعم أهلها عنها !
جاء في صحيح البخاري بابُ أسماه رحمه الله ( الرد على الجهمية ) و هؤلاء -الجهمية- هم أتباع الجهم بن صفوان القائل بخلق القرآن متبعاً بذلك الجعد بن درهم لكنه لم يشتهر في أيام الجعد كما اشتهر عن الجهم, فإن الجعد لما أظهر القول بخلق القرآن تطلبه بنو أمية فهرب منهم فسكن الكوفة فلقيه الجهم بن صفوان فتقلد هذا القول عنه ولم يكن له كثير اتباع غيره.
قال أبو عبد الله (هو البخاري):
احتج هؤلاء -يعني الجهمية- بآيات وليس فيما احتجوا به أشد التباسا من ثلاث آيات:
قوله {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً} فقالوا إن قلتم إن القرآن لا شيء كفرتم وإن قلتم إن القرآن شيء فهو داخل في الآية
والثانية قوله {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} قالوا: فأنتم قلتم بقول النصارى لأن المسيح كلمة الله وهو خلق فقلتم إن كلام الله ليس بمخلوق وعيسى من كلام الله
والثالثة {مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ} وقلتم ليس بمحدث
قال أبو عبيدة:
أما قوله {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} فهو كما قال وقال في آية أخرى {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فأخبر أن أول خلق خلقه بقوله وأول خلق هو من الشيء الذي قال وخلق كل شيء فأخبر أن كلامه قبل الخلق
وأما تحريفهم {إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ} فلو كان كما قالوا لكان ينبغي أن يكون بين الدفتين وكلمته ألقاها إلى مريم لأن عيسى مذكر والكلمة مؤنثة لا اختلاف بين العرب في ذلك وإنما خلق الله عيسى بالكلمة لا أنه الكلمة إلا تسمع إلى قوله {وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ} يعني جبريل عليه السلام كما قال في آية أخرى {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً}وقال: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} فخلق عيسى وآدم بقوله كن وليس بين هاتين الآيتين خلاف
وأما تحريفهم {من ذكر من ربهم محدث} فإنما حدث عند النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لما علم الله ما لم يكن يعلم
وقال أبو عبد الله: والقرآن كلام الله غير مخلوق لقول الله عز وجل {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِأَمْرِهِ} فبين أن الخلائق والطلب والحثيث والمسخرات بأمره شرح فقال: ** أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ}
قال ابن عيينة: قد بين الله الخلق من الأمر بقوله {أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ} فالخلق بأمره كقوله {لِلَّهِ الْأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ} وكقوله {إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} وكقوله {وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَالْأَرْضُ بِأَمْرِهِ} ولم يقل بخلقه .
( روى ذلك الإمام في كتابه خلق أفعال العباد، ورواه ابن أبي حاتم في كتاب السنة له وغيرهما وهو مشهور في كتب التواريخ وذلك سنة أربع وعشرين ومائة .)
لتنزيل الكتاب
http://www.sahab.org/books/book.php?id=1457وقد أخذ الجعد بدعته هذه من بيان بن سمعان, وأخذها بيان عن طالوت ابن أخت لبيد بن الأعصم, وأخذها طالوت عن خاله لبيد بن الأعصم اليهودي الذي سحر النبي صلى الله عليه وسلم وأنزل الله تعالى في ذلك سورة المعوذتين . ثم تقلد هذا المذهب المخذول عن الجهم بن غياث بن أبي كريمة المريسي المتكلم , شيخ المعتزلة وأحد من أضل المأمون وجدد القول بخلق القرآن ويقال أن أباه كان يهوديا صباغا بالكوفة وروى عنه أقوال شنيعة في الدين من التجهم وغيره مات سنة ثماني عشرة ومائتان. ثم تقلد عن بشر ذلك المذهب الملعون قاضي المحنة أحمد بن أبي داود , وأعلن مذهب الجهمية وحمل السلطان على امتحان الناس بالقول بخلق القرآن وعلى أن الله لا يرى في الآخرة وكان بسببه ما كان على أهل الحديث والسنة من الحبس والضرب والقتل وغير ذلك, وقد ابتلاه الله تعالى بالفالج قبل موته بأربع سنين حتى أهلكه الله تعالى سنة أربعين ومائتين. ومن أراد الاطلاع على ذلك وتفاصيله فليقرأ كتب التواريخ ير العجب .
و هنالك أقول أخرى عقلية لم يقل بها النبي أو أحد من أصحابه تجدها منتشرة في كتب بعض المدارس الإسلامية ذات الطابع الجهمي معاصرة لا تزال تقول بخلق القرآن رغم وضوح المسألة؛ و لا حول و لا قوة إلا بالله.
و الكلام في ذلك يطول حديثه و الأكتفاء بمضمون زعمهم أن القرآن مخلوق !
إذن ..
إنتهينا بأن القائلين بـ خلق القرآن هم أتباع الجهم بن صفوان ( جاء ذكره معنا فيما سبق ) .
و هنالك فريقان سيأتي ذكرهما و هما :
- المتبعين لسنة النبي و ما جاء به.
- الواقفين عن القول .